وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: اعتبر سماحة الشيخ الدكتور علي جابر ان المقاومة: " استطاعت ان ترسم معادلات جديدة راحت تتطور يوما بعد يوم على مدى سنين طويلة منذ الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1982، ووصلنا اليوم الى الحد الذي باتت المقاومة ترسم توازن ومعادلة ردع لهذا العدو".
فقد نجحت المقاومة في تراكم الخبرات، منطلقة من عقيدة وإيمان وعزيمة الانسان المقاوم وثوابته في مواجهة الظلم والاحتلال، وان تحقق عمليات نوعية على الجبهة الشمالية وفي عمق الكيان المحتل، وليداري العدو فشله لجأ الى عمليات الاغتيال التي لم تؤثر على المقاومة بل زادتها جهادا وصبرا، ولا يزال العدو وللمرة المئة بعد الالف يصرح بأنه سيجتاح لبنان،
وحول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع عضو المجلس المركزي في حزب الله، سماحة الشيخ الدكتور علي جابر، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
أظهرت المقاومة الاسلامية في لبنان قدرات مميزة، في الجانب العسكري، ومن حيث الخبرة التكتيكية في استخدام هذه القدرات، اضافة الى تفوقها في مجال جمع المعلومات والاستطلاع الميداني، فلماذا تراجعت قوة جيش الاحتلال في هذه المجالات؟ واين اصبحت المعادلات والتوازنات بين الطرفين وخصوصًا ما يسميه الاحتلال" قوة الردع"؟
بسم الله الرحمن الرحيم، لقد استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان ان تراكم القدرات العسكرية والأمنية وان تراكم الخبرة الواسعة في مختلف مجالات عمل المقاومة وان تقوم بالتطوير الدائم، وكما يقول العدو نفسه ان هذه المقاومة ميزتها انها تتعلم، وبالتالي: استطاعت المقاومة ان تثبّت او ان تثبت حضورها في ميدان المواجهة مع العدو ، وفي المقابل وجدنا بأن قوة الاحتلال راحت تضعف وتراكم الفشل تلو الفشل خلال المواجهات مع المقاومة، والسبب بالدرجة الأولى يرجع الى العنصر البشري، لان الذي يقاتل والذي يفعل في ساحه المواجهة هو الإنسان بروحه وليس بالضرورة بالقدرات المادية، ان الإنسان في المقاومة إنسان متيقن من انه على حق حاضر للتضحية، العزم الذي يمتلكه يفتقد اليه العدو حيث ان الإنسان في الطرف الآخر إنسان مهزوم وانسان محبط وانسان يفقد الدافع للقتال وللتضحية.. من هنا استطاعت المقاومة ان ترسم معادلات جديدة راحت تتطور يوما بعد يوم على مدى سنين طويلة منذ الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1982 ووصلنا اليوم الى الحد الذي باتت المقاومة ترسم توازن ومعادلة ردع لهذا العدو ، في المقابل ما يسمى بقوه الردع "الإسرائيلية" ليس فقط انها ضعفت وتهشمت بل انها سقطت خلال الحرب الدائرة منذ حوالي تسعة أشهر على الحدود الجنوبية فضلا عن القتال في غزة نفسها.
في اطار المواجهة والحرب التي يقودها حزب الله في لبنان ضد جيش الاحتلال، يقوم الاخير بين الفينة والاخرى بعملية اغتيال لمقاومين، اخرها جريمة اغتيال احد القياديين الكبار في المقاومة، هل ترى ان هذه العمليات تعوض الاحتلال عن عجزه في الميدان والاختراقات التي احدثتها المقاومة في النظام الدفاعي "الاسرائيلي" واستهداف قواعده العسكرية في الشمال؟
لقد تعودنا ان يقوم العدو "الإسرائيلي" بين الحين والاخر بعمليات اغتيال للمقاومين ولم تكن الحرب موجودة لكن استطاعت المقاومة ان تفرض نوع من الردع عن عمليات الاغتيال، وهذا الاغتيال لم يكن ليضعف المقاومة على كل حال في اية مرحلة من مراحل جهادها، أما خلال الحرب الراهنة منذ تسعة أشهر تقريباً "الاسرائيليون" قاموا بعمليات اغتيال عديدة لمقاومين كبار وقياديين في الميدان، وآخرها كان اغتيال الشهيد القائد الحاج أبو طالب وقبله قاموا باغتيال الشهيد القائد الحاج جواد الطويل وغيرهما، لكن كما شهدنا فالمقاومة استمرت في عملها بل تصاعد جهاد المقاومين وارتقوا في ردهم على قوة الإحتلال، وبالتأكيد ان العدو "الإسرائيلي" وهو يرى عجزه في الميدان، وان المقاومة تُسقط في كل يوم عنصر من عناصر تفوق الذي يعني يحاول ان يثبته في الميدان،وهو يحاول أيضا أن يعوض عن هذا العجز وعن هذا السقوط في عناصر قوته بعمليات الاغتيال هذه ولكي يوهم الرأي العام بأنه هو الذي يملك المبادرة وهو القادر على ان يحقق الانتصار في نهاية المطاف، لكن هذا بالتأكيد سرعان ما يتهاوى أمام تصاعد جهاد المقاومة والرد القاسي الذي يتلقاه العدو في الميدان.
ماذا يعني امتلاك المقاومة سلاح دفاع جوي يهدد التفوق الاسرائيلي في الحرب الجوية؟ وكيف سيؤثر ذلك على استراتيجيات الحرب المقبلة بعد امتلاك اسلحة لتدمير الدبابات وتهديد البوارج الحربية؟
عملت المقاومة منذ اليوم الاول على امتلاك كل عناصر القوة التي يمكن ان تقف في وجه الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان على قاعدة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فكل سلاح يمكن ان تحصل عليه المقاومة كانت تعمل على تحصيله سواء في الميدان البري او الأسلحة المتعلقة بالبحر او مواجهة البوارج الحربية كما حصل في عام 2006 في حرب تموز ، او تدمير الدبابات في وادي الحجير بحرب تموز ، المقاومة هي تعمل على هذه القاعدة القرآنية مراكمة القوة وتحصيل كل سلاح متطور يمكن ان يشكل كسرا للتفوق الاسرائيلي في الميدان، ورادعا له عن ممارسة عدوانيته التي عودنا عليها دائما.
ما ستؤول اليه المواجهة على المستوى الاستراتيجي لحرب المقاومة في مواجهة هذا العدو بلا شك ان ستؤثر على موازين القوى واثبتت المقاومة على الدوام ان القليل من هذه القدرات التدميرية يمكن ان تؤدي الى تحولات استراتيجية كبرى مع وجود الانسان المقاوم والعقل المقاوم الذكي، والعزيمة والارادة الحديدية التي لا يمكن ان تهتز، يمكن من خلال عناصر القوة المادية المحدودة ان تنقلب صورة الصراع رغم القدرات المادية الضخمة التي تمد بها الادارة الاميركية هذا الكيان وتغدق عليه كل انواع التكنولوجيا الحديثة.
بالتأكيد نحن نؤمن ان المستقبل هو لمحور المقاومة عموما مع تطور نوعية الأسلحة، مع ازدياد الوعي للمقاومة مع تطور القدرات الانسانية لمحور المقاومة، نحن على يقين بأننا نذهب ان شاء الله الى ازالة هذه الغدة السرطانية وعودة الحق الى اهله في فلسطين ان شاء الله.
الامور تتفاقم بسرعة كبيرة في الحرب الدائرة على حدود لبنان مع كيان الاحتلال، فهل هناك خطر انفلات الامور والوقوع في المواجهة الشاملة والكبرى؟ وهل ترى ان الزمرة الفاشية في كيان الاحتلال يمكن ان تدفع الامور الى هذا الحد وتوريط المنطقة بحرب شاملة؟
كل الاحتمالات يجب ان تكون حاضرة بين أيدينا ، لا شك بأن مستوى الصراع والحرب الدائرة في جنوب لبنان وشمال فلسطين هي في ازدياد وترتفع وتيرتها، ويمكن ان تتفاقم بسرعة كبيرة كما نشهد في هذه الايام، احتمال ان تنفلت الامور الى مواجهة شاملة يبقى احتمالا قائما خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الفشل الذي يتخبط فيه هذا الكيان وازماته العنيفة وشعوره بأنه يهوي ويضمحل تدريجيا، وان كل المحاولات للي ذراع المقاومة رغم المجازر رغم التدمير لم تفلح في غزة، قد يدفعه ذلك الى لحظة جنون لكي يفجر حربا شاملة من خلال عدوان واسع على لبنان، هذا احتمال موجود وان كنا بالحسابات المنطقية نقول بأنه احتمال ضعيف، لكن الجنون الاسرائيلي والعنجهية التي يتعاطى بها مع هزائمه وفشله في الاهداف قد تدفعه الى مثل هذا الانتحار، خصوصا ان الفريق الحاكم في هذا الكيان نتنياهو وبن غفير وسموتيرش وغيرهم هم زمرة فاشية يمنية متطرفة وان كنا نؤمن بأن كل السياسين والأحزاب في هذا الكيان السرطاني هم يمنيون وفاشيون لكن هؤلاء لا يقومون وزنا للحسابات المنطقية، ويمكن بالتالي ان يورطوا كل المنطقة بحرب شاملة، اقول بأن هذا الاحتمال لا زال بعيد في الحسابات المنطقية وضبط الإدارة الاميركية لحدة الصراع ومستوياته وعلمها ان مثل هكذا تفجير سيؤدي الى اشعال المنطقة وربما العالم بأسره.
/انتهى/
تعليقك